حيث استقطبت مبادرة صنّاع الأمل، المبادرة الأكبر عربياً لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي في دورتها الثالثة، مشاركة قياسية من صناع الأمل، من أبناء وبنات الوطن العربي، السّاعين إلى الارتقاء بواقع الحياة في مجتمعاتهم، والتصدي لليأس ومحاربة السلبية واتخاذ قرار شجاع لصنع التغيير الإيجابي ومساعدة الناس من حولهم انطلاقاً من جهود تطوعية، سواء كأفراد أو كفرق ومجموعات أو من خلال مؤسسات ومنظمات غير ربحية.
فقد ذكر لنا مدير جمعية باب الخير للعمل التطوعي ومؤسس فكرة مبادرة صفحتك بيضا "الأستاذ ماهر الغريب" انه حسب الإحصائيات تخطى حجم الترشيحات في «صناع الأمل» في نسختها الثالثة أكثر من 92 ألف مبادرة من 48 دولة حول العالم، منها 15 عربية وبين لنا أن آلية الترشيح لمبادرة صناع الأمل، المنضوية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، على ترشيح صانع الأمل نفسه "صاحب المبادرة أو المشروع" أو من خلال ترشيح الناس لمن يرونه جديراً بحمل اللقب، وأن مشاركة مبادرته في صناع الأمل كانت من خلال ترشيح ناس آمنوا بالفكرة لتصل عبر أرجاء الوطن العربي.
وبيّن "الغريب" أن مبادرة «صناع الأمل» أسقطت الضوء على بعض القصص الملهمة لأفراد وفرق تطوعية أسهموا في غرس الأمل في مجتمعاتهم ومحيطهم، وأصبحوا بمبادراتهم قدوة في أخذ زمام المبادرة والمساهمة الفاعلة في إحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين.
وعبّر عن فرحته حينما رأى فكرة مبادرة صفحتك بيضا على جميع شبكات التواصل الإجتماعي والخاصة بمبادرة صنّاع الأمل بعنوان "صفحتك بيضا .. مبادرة لشباب من الأردن لشطب ديون الفقراء في سجلات الدكاكين بواسطة أموال الزكاة وذلك من دون علم أصحابها، حيث يفاجأ الفقراء ممن أثقلتهم الديون بسجلات ديونهم فارغة بعد تسديدها من قبل مجهولين".
وقال إن الدّين ثقيل جداً، يؤرق المدين في الليل ويلزمه الهم في النهار، يكدح صاحبه ليؤدّيه وقد تضيق عليه الأرزاق بما رحبت، فيسعى للسداد ولا يدركه، ويفقد الأمل، وينكفئ إلى الظل، ويتجنب الناس خجلاً وخوفاً من المساءلة والمطالبة.
لذا أطلقنا فكرة صفحتك بيضا والتي يشارك فيها حاليا أكثر من 500 متطوع ومتطوعة من طلبة المدارس والجامعات وشباب وشابات اتسموا بحب الخير والعطاء فأطلقوا أضواء هذه السمات في بلد الخير الأردن ليصل نورها أرجاء هذا البلد، والتي نقوم من خلالها بتسديد الديون عن الفقراء من أموال الزكاة لأصحاب المحال التجارية والخضار والمخابز والصيدليات والدواجن دون علم أصحابها، حيث يفاجأ الفقراء ممن أثقلتهم الديون برؤية سجلات ديونهم فارغة بعد تسديدها من قبلنا.
وبيّن "الغريب"عن مدى سعادته باختيار مبادرتهم المميزة للتصفيات النهائية من بين أعداد كبيرة على مستوى الوطن العربي، حيث تم اختيار 20 مبادرة من أصل 92000 وعرض 5 مبادرات منها أثناء الحفل الختامي لصناع الأمل واختيار مبادرة واحدة فقط لعرضها أثناء التغطية المتزامنة مع الحفل من قبل لجنة مختصة وهي مبادرة صفحتك بيضا.
وذكر لنا أنّ المبادرات الخمسة التي تم ذكرها وعرض قصصها المؤثرة من خلال فيديوهات لخصت تجاربهم أثناء الحفل والذي حصل أصحابها على جائزة مليون درهم إماراتي تعود لكل من الدكتور مجاهد مصطفى علي الطلاوي من مصر الذي يقدم الرعاية الصحية للمساكين والفقراء منذ عقود برسم رمزي أو دون مقابل، وعلي الغامدي من المملكة العربية السعودية والذي يكفل الأيتام في آسيا وافريقيا منذ سنوات من ماله الشخصي ودون دعم من أحد، وستيف سوسبي الصحفي الأمريكي الذي حصل على الجنسية الفلسطينية لقاء جهوده مع أطفال فلسطين ممن فقدوا أطرافهم وتشجيعه فرق الأطباء والمتطوعين من مختلف أنحاء العالم على مساندة للطواقم الطبية الفلسطينية، مؤسساً صندوق إغاثة أطفال فلسطين، وأحمد الفلاسي من دولة الإمارات العربية المتحدة والذي كرّس وقته وماله لمساعدة المصابين بالقصور والفشل الكلوي وتوفير تجهيزات الرعاية الصحية لعلاج الفقراء والمحتاجين في أفريقيا والذي توّج من قبل صاحب السمو بلقب صانع الأمل الأول في العام 2020 على مستوى الوطن العربي، ومحمد بزيك من ليبيا، والذي يعمل منذ سنوات طوال مع الأطفال المتروكين والميؤوس من حالتهم الصحية في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.
فيما وضحت "الأستاذة ياسمين الأسعد" مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية، أنه تم رصد ريع الحفل الختامي لمبادرة صنّاع الأمل الذي عقد في قاعة كوكاكولا أرينا في سيتي ووك بدبي، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي تجاوز عدد حضوره عن 12000 شخص لصالح مشروع بناء مستشفى مجدي يعقوب الخيري لعلاج أمراض القلب في مصر، كما وساهم فئة رواد الأمل من ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وعدد من رجال الأعمال والشركات في الإمارات في دعم المستشفى حتى وصلت قيمة المساهمات ل 88 مليون درهم إماراتي.
وذكرت الأسعد أن الحفل كان مليء بالعبارات الإيجابية التي تنوّع ذكرها من قبل سمو الشيخ والمشاركين والإعلاميين والفنانين العرب، من ضمنها ذكر سموّه أن العالم العربي فيه مخزون لا ينضب من الطاقات والإمكانات والقدرات، وصنّاع الأمل من أبطال العطاء هم الوجه المشرق لهذه القدرات» وختم سموّه «أعتز بـ92 ألف مشارك في (صنّاع الأمل) من أبطال العطاء.. الذين أصبحوا رموزاً عربية مميزة في مجال العمل الخيري والإنساني»
وختم الغريب قائلا أن هذه المشاركة المميزة أضافت له العديد من المعلومات والخبرات التطوعية، وفخور جدا لما وصلت إليه مبادرتهم من صدى إعلامي كبير، موجها شكره لفريقه التطوعي المميز، سائلا المولى عز وجل أن يديم هذا العمل التطوعي خالصا لوجهه.